روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | آثار توحيد الربوبية وثمراته

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > آثار توحيد الربوبية وثمراته


  آثار توحيد الربوبية وثمراته
     عدد مرات المشاهدة: 2422        عدد مرات الإرسال: 0

للإيمان بالربوبية آثار عظيمة، وثمرات كثيرة، فإذا أيقن المؤمن أن له ربّاً خالقاً هو الله تبارك وتعالى وأن هذا الرب هو رب كلِّ شيءٍ ومليكُه وهو مصرف الأمور، وأنه هو القاهر فوق عباده، وأنه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات والأرض، أَنِسَت رُوحُه بالله، وإطمأنت نفسه بذكره، ولم تزلزله الأعاصير والفتن، وتوجه إلى ربه بالدعاء، والإلتجاء، والإستعاذة، وكان دائماً خائفاً من تقصيره، وذنبه، لأنه يعلم قدرة ربه عليه، ووقوعه تحت قهره وسلطانه، فتحصل له بذلك التقوى، والتقوى رأس الأمر، بل هي غاية الوجود الإنساني.

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «ذاق طعم الإيمان من رضي الله ربَّاً وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ رسولاً».

ومن ثمراته أن الإنسان إذا علم أن الله هو الرزاق، وآمن بذلك، وأيقن أن الله بيده خزائن السموات والأرض، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، قطع الطمع من المخلوقين، وإستغنى عما بأيديهم، وإنبعث إلى إفراد الله بالدعاء والإرادة والقصد.

ثم إذا علم أن الله هو المحيي المميت، النافع الضار، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن أمره كلَّه بيد الله، إنبعث إلى الإقدام والشجاعة غير هياب، وتحرر من رق المخلوقين، ولم يعد في قلبه خوف من سوى الله عز وجل، وهكذا نجد أن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية.

والكلام في مقتضيات الربوبية وما تثمره من ثمرات يفوق الحصر والعد، وما مضى إنما هو إشارات عابرة يقاس عليها غيرُها.

الكاتب: د. محمد بن إبراهيم الحمد.

المصدر: موقع دعوة الأنبياء.